هذه الرواية تكاد تكون ملحمة فى مديح الموت و”ساراماغو” الذي يكتب دون ضغينة أو كراهية حتى أنه يدعونا إلى محبة الموت يضعنا حسه الفكاهي وسخريته اللاذعة منذ بداية الصفحات أمام مفاجأة فانتازية صاعقة:” في اليوم التالى لم يمت أحد”، لقد انقطع الموت في دولة صغيرة -لا اسم لها- وأصبح سكانها لا يموتون ويبقى مريض..
بسبب كثافة هذه الرواية الناجمة جزئياً عن اسناداتها التاريخية والثقافية البرتغالية في خصوصيتها ، وكذلك أيضاً إلى ما يؤلف نسيجها لعبة أخذ ورد بين أكذوبة الواقع وحقيقة السراب ، البعد الأساسي لهذه الرواية الإبهام الخاص بثمة القرين يفتحها على ما في حدود الهويات من انفلات وهذا ما توحي به فعلاً الشواه..